من نحن
السلام عليكم ورحمة الله
أنا أخوكم مسعود من تركيا. أنا من الأكراد، أبلغ من العمر ٣٥ سنة، ولي طفلان. كما أنني كفيف البصر.
بدأت رحلتي مع الرقية منذ حوالي عشر سنوات، لكن في الحقيقة معاناتي الروحية كانت منذ طفولتي. تعرّفت على العين والسحر في سن مبكرة. في البداية كنت مريضًا وأبحث عن العلاج عند الرقاة. جرّبت كل ما يُعرف بالرقية الشرعية، لكنني لم أجد الشفاء. وفي النهاية مَنّ الله عليّ بالشفاء بفضل الدعاء، فحمدت الله كثيرًا. عندها أدركت أن الدعاء إذا وُجّه إلى الهدف الصحيح يكون مؤثرًا جدًّا، وأن المستجيب له هو الله وحده.
في فترة الثانوية لم أكن أجد لذة في الحياة، وكل شيء كان يبدو بلا معنى. كنت أظن أن كل الناس يشعرون بذلك، لكن تبيّن لي أن الأمر ليس كذلك. لاحقًا وأنا أقضي وقتًا طويلًا أمام الحاسوب كنت أسأل نفسي: لماذا أنا انطوائي بهذا الشكل؟ وكانت نقطة التحوّل عندما بدأت الحفظ في المدرسة الشرعية. كنت أقرأ الصفحة عشرات المرات حتى أحفظها، وكنت أفعل ذلك، لكن بعده أيّامًا طويلة أشعر بضيق شديد، وكأن الجدران تضغط عليّ. عندها أدركت أن هناك مشكلة حقيقية. في النهاية تركت الحفظ، لكن بداخلي كان دائمًا شعور بضرورة حل هذه المشكلة.
في أحد الأيام وأنا أستمع إلى آيات الرقية بصوت مرتفع، شعرت كأن تيارًا كهربائيًا يمرّ في ذراعي. عندها فهمت أن عندي مشكلة روحية. بعد ذلك بدأت أستمع إلى آيات الرقية يوميًا من ٧ إلى ٨ ساعات. ذهبت إلى الرقاة، لكنهم قالوا إن مشكلتي نفسية، أما أنا فكنت متأكدًا أنها شيء عشته حقيقة.
بحثت عن الحل وجربت كل شيء. اغتسلت بالشبّ، وتبخرت بعشبة الحرمل، واغتسلت بالماء والملح والخل، واستعملت ورق السدر. دهنت جسدي مرات عديدة بزيت الزيتون المقروء عليه، وشربت ماءً مقرؤًا عليه، وشربت زمزم كثيرًا. لكن كل هذه الأمور لم تكن تنفع إلا أيامًا قليلة، ثم تعود المشاكل كما كانت.
إلى أن جاء يوم دعوت فيه لشخص معيّن، فشعرت أن العين التي أصابتني قد زالت. لفت ذلك انتباهي كثيرًا. طوّرت هذه الدعاء قليلًا، ورأيت أثرًا قويًا له في رفع العين. ثم جرّبته مع السحر أيضًا، ووجدت فيه نفعًا. ومضت السنوات حتى اكتشفت قوة الدعاء.
رأيت أن الرقية بالدعاء أقوى بكثير من مجرد الاستماع للآيات. وكثير من المشاكل التي يعجز عنها الرقاة تُحل بهذه الطريقة. والأجمل أن الإنسان يستطيع أن يرقي نفسه بنفسه، ويدير الأمر كله دون أن يكون محتاجًا لأحد.